نجوم القمر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دراسة أدبية

اذهب الى الأسفل

دراسة أدبية Empty دراسة أدبية

مُساهمة من طرف ???? ??? الجمعة أغسطس 07, 2009 4:04 pm

الشاعرة شريفة السيد
هل هي طقوس انتظار / أم طقوس انتصار ؟!
دراسة بقلم : محمد الزينو السلوم
------------------------------------------------------------------------------------
طقوس الانتظار للشاعرة شريفة السيد * آخر إصداراتها الشعرية حتى عام 2002م ، صادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ضمن منشورات مكتبة الأسرة لمهرجان القراءة للجميع ، التي تشرف عليه السيدة سوزان مبارك حرم الرئيس المصري ، من لإبداعات الشباب ، والمجموعة جاءت في 178صفحة من القطع الوسط ، 31 قصيدة من الشعر العمودي والتفعيلة ، وهي مؤرّخة ما بين عام 1991 - 1997 م ، أما صورة الغلاف فهي للفنانة السورية / ميسون جزائري / ..
في قصيدة طقوس الانتظار وهي عنوان المجموعة أيضاً ، تقول في مطلعها : " سيجيء في الغد / هكذا قد قال لي / فأضأتُ أرض بكارتي / تلك التي / ظلّتْ سنيناً مطفأةْ .." ، بعدها تقول : " سألقّن الجسد الخجولَ / بلاغتي / وسأرتدي الوهج الذي / هو في الحنايا خبّأةْ .." ، نجد الشاعرة تمتلك الجرأة في رسم مشاعرها وأحاسيسها منذ بداية الرحلة ، هي تحرّض الأشواق كي تبدو له كأساً رضاباً ممتلئة بانتشاء الفجر ، وستكتب فيه الأشعار ترنّماً ، وتخط قافية لعوباً فوق صدر البوح متّكئة ، إنها أنثى لا تخجل من رسم أحاسيسها ومشاعرها في لوحتها الشعرية الجميلة ..
وفي قصيدة إني عائدة من توّي : اغتالوا ذاكرتها في قيلولة عمرها ، وكشفوا كل خلاياها ..إلى أن تقول : " يا وطني / يا جزراً فقدت يابسها / وطفتْ فوق الموج الحائر / إني عائدة من توّي / ثائرة للجرح الغائر .. " ، والقصيدة وطنية ، فيها تطرح رأيها بجرأة ، كما عهدناها في شعرها الوجداني أيضاً ..
في قصيدة بعد الرّي : ص19 تقول : ربيعك / حين أفاض بعمري الذي غرّدا / وراح يقبّل وجهي برفقٍ / يحطّ على وجنتيه الندى .." ، إلى أن تقول : " وصرتُ بهمسك كالأقحوانِ / عبيري يعطّر هذا المدى .."، إلى أن تقول : " أنا صفحة الماء نارٌ ونورٌ / إذا غبتُ عنه فلن يُنشدا / أنا نخلة التمر فاصعد لتمري / وليس لغيرك أن يصعدا .." ، والقصيدة من أبدع وأجمل قصائد المجموعة ، وكما نرى فهي عمودية لكنها جاءت موزّعة كشعر التفعيلة مثل العديد من القصائد الأخرى في الديوان..
وفي قصيدة موسم النار ص25 تبدأ القصيدة بقولها : " دعيني أقبّل ثغر القصيدة / أزرع صوتي في مسمعكْ / وأجمع ديوان شعري وروداً / تحيط الوسائد في مخدعكْ ../ فلا تقطفي الزهر من روضها / ورشّي نداها على أضلعكْ .." ، إنه بوح جميل يخرج من مهجة الشاعرة كالنسيم العليل يلامس الزهر لينشر عطره هنا وهناك ..والقصيدة كما نرى جاءت بصوت المذكر ، وهي أيضاً من قصائدها المميزة ، وتمضي
-----------------
*الشاعرة شريفة السيد : من القاهرة - جمهورية مصر العربية - مواليد ... ، تنشر في الدوريات العربية والمحلية - حازت على العيد من الجوائز المحلية والعربية - زارت العديد من الدول العربية وشاركت في أمسيات شعرية فيها - منها مهرجان الباسل في اللاذقية لعام 2001 .
* من إصداراتها الشعرية :



في مقاطع القصيدة فتقول : " سأهديك فوق القصائد قلبي / كعصفور ليلٍ على إصبعكْ / تُراقصه هدهداتك حيناً / وحيناً ينام على أذرعكْ..، وفي مقط آخر تقول : إذا كان منهنّ من راودتني / فأنتِ الوحيدة في موضعكْ / إلى موسم النار هيّا خذيني / أصبّ اللهيبين في مضجعِكْ ..، وتتالى قصائد المجموعة : الشرنقة - امرأة دخلت التاريخ - إلى تأتي قصيدة فعل الربيع ( مهداة إلى ابنتها خلود " تقول في مطلعها : هي البنت التي منذ حين / أحاطت بكلتا يديها الحقيبةْ / وحنّت ضفائرها للنهودِ / فصبّتْ بهاءً وقاراً وطيبةْ ..، وتصف ابنتها وهي ذاهبة وعائدة من المدرسة وصفاً بديعاً ، إلى أن تقول : " ولكنّ فعل الربيع أتاها / ففاضتْ جمالاً وماست عذوبةْ .. / ورقّت كأنسام ليلٍ بديعٍ / فزيدت حناناً ، دلالاً ، خصوبةْ .." ، وتتمنى في آخر القصيدة أن تكون هذه الحبيبة أو حتى تكون الحقيبة التي تحملها ابنتها ، مما يدل على حبّها لابنتها حباً لا يعادله حب ، وكيف لا وهي الأم والشاعرة معاً ..!
نتجاوز بعض القصائد الأخرى مثل : الأسطورة الأولى - لا .. هارحوما - تفاصيل صغيرة - ماذا لو - حرفان - ضوء أحمر ، لندخل في فضاءات قصيدة الليلة الواحدة والعشرون بعد الألف (ص73 ) تقول فيها : " حين يصبّ اللجين شذاه / على أمسياتي / أذوب .. أكاد أجنْ ..! / فراشات صمتي / تداعب كلّ حواسي .." ، فكيف يصب اللجين شذاه على حواسها ؟ وكيف فراشاة صمتها تداعب حواسها ؟! إنه الشعر يمتزج به السحر بالساحر ، البديع بالإبداع ، فيأتي الرسم بألوان قوس قزح ، والبوح من شذا اللجين وصمت الفراشاة ..!
وتتابع الشاعرة وصف المها وعيونهنّ ، وكيف يلوّحن لليل والفجر مهلاً وصبراً جميلاً ..
في قصيدة في القلب معتقلٌ جميل فادخلي ، ص79 تقول الشاعرة بصوت المحب : " ها قد أتاكِ الغيث فامتثلي / وتفنني في الغيّ واشتعلي / صبي جحيمكِ / في قلوب العاشقين / وراقبيهم من علِ " ..إلى أن تقول : " وأنا مراودكِ الوحيد / فأرسلي واستقبلي / وعلى نجيمات السكون النائمات تنقّلي .." ..نلاحظ هنا الموسيقى تتهادى كتغريد العندليب ، والإيقاع يرسم نجواه في القلب والروح بعد الجسد ..!
نتجاوز بعض القصائد الأخرى مثل : حواء في سِفْر الخروج - تأبين - هي والبراويز القديمة ..وأنا - أورفيوس .. متى ستعود ؟! - لنأتي إلى قصيدة " وللحنين خريطة أخرى ، ص107 : لنؤكد مقولتنا حول الإيقاع الذي كثيراً ما تختاره الشاعرة ... هذا الإيقاع الغنائي ، الراقص ، الذي يشكّل العمود الفقري في فضاءات الشاعرة " شريفة السيد " ، والذي يأتي باختيارات روحية ، تشف عن رهافة الإحساس والشعور ، وكثيراً ما تعبّر عن الحالة النفسية للمبدع .. ، تقول في مطلعها : " أغرودتانْ / تتمايلان على بساطٍ من جمانْ / ألوانه رقصتْ / كعود السنديانْ / سكبت ضياءً لا زوردياً / شهيّ المبتدى والمنتهى / نيلاً تهدّر من أعالي التلّ / من عبق الزمانْ .." تبرز لنا الموسيقى الممزوجة بالكلمات والمعطّرة بروائح البوح ، وكأننا أمام سيمفونية بحيرة البجع التي ترقى بنا إلى عالم السحر ..وتتابع الشاعر فتقول : " أغرودتان / شمسان في كنف الدجى تتعانقانْ / تتخلصان من الرزانة وانحناءات المكان / نايان ينكسر الأنين لديهما / يتهامسان فيفهمانْ .." ( حتى الأحرف مثل التاء والنون ، والألف ، والميم ، وغيرها من الأحرف الرقيقة ، الناعمة ، تشترك في العزف فتجعل الإيقاع يغني ويرقص ويصعد للسماء ..!ونقفز قفزة أخرى في قصائد المجموعة لنمر على قصيدة الممرات لا تحتوي عابريها ( 10 مقاطع ) - حين أطلّت جنّيات البحر عليها - عمر بن الخطاب يبعث من جديد - حالة مفاجئة " ، لندخل في رحاب قصيدة سيمفونية الوجد ، ص139 :
حيث تقول معتزّة بنفسها: " لو داعبت كفّي الكواكب في السما / لترنّمتْ / وتصاعد العزف البهيج جداولاً " ، إلى أن تقول : " مرمرتني / فتمرجن الكلم المباغت / من فمي / وتألّق الفجر الضحوك / بجبهتي / ووجدت لي في ذلكم عذرا.. / يا سيدي مهلاً علي فإنني / ما زلت زنبقةً / وجرحاً نازفاً / والجرح لو أهملته استعرا ..! ولا أظن بل أجزم أن مثل هذا الإبداع لا بد وأن يحتل مكاناً له في الروح قبل القلب والجسد ، أما فيما يتعلق بالانزياحات اللغوية ذات الدلالات الجدية فما أكثرها في شعر ها مثل : تمرجن - تموسق - تنورس - رائحة النور - أقحوان الكلام - شرانق الهيام - خيوط الصبا ..الخ .. وهي تدل على للشاعرة لغتها ومعجمها أيضاً ..!
وتبدو أن الشاعرة أرادت أن تخرج من فضاءات القصيدة الطويلة إلى القصيدة ذات المقاطع المسمّاة ، القصيرة ، ومن هذه القصائد : من حكايا المدينة ( عودة - إقبال - احتشام - أنين - ثورة ) ، ومشاهد طفولية ( براءة - شفافية - مصير ) ومعزوفات من جنتها ( رنين - ميكروسكوب - لعبة - إمرأة - بطلة - في النفق - سرقة - فاصلة - حيرة - جَزْر - غمغمة - رقة ) ، لعبة الطواحين - دراما أخيرة .. وسأستعرض مقطعين من قصيدتي : من حكايا المدينة ، ومعزوفات من جنّتها كنماذج ، وهما : رنين - بطلة ..
في مقطع " رنين " ص 161 : تقول : " في الليل الهارب مني / أعشق صوت الهاتف / إذ يطلبني / أهمسُ : رغم الجسد المجهدِ/ والعينين الزائغتين / آهٍ لو داهمت قلاعي تواً .." ، وفي مقطع بطلة ص 165 تقول أيضاً : " في حجرته / مدّت يدها نحو المكتبة وقالتْ / هذي القصة لم أقرأها / وأنا أهوى قصص العشقِ / وأرغب أن آخذها منكَ / وحين تعود إليكَ / اقرأها / سوف أكون البطلةْ ..! " .
وأخيراً وبعد ولوج فضاءات الشاعرة " شريفة السيد " يمكن القول : إنها شاعرة شفافة ورقيقة رقّة أجنحة الفراشات ، تحلّق في بوحها ، وتتألق في سماوات عشقها ، ترفّ رفيفاً لا يشبهه أي رفيف ، تموسق إيقاعاتها الغنائية والراقصة في انسيابية رقراقة كالسلسبيل ..تمتلك جرأة الأنثى التي تبوح بوجدها غير هيّابة ولا وجلة .. وأسأل الشاعرة في آخر المطاف : كم مرة ساومتها فتوحاته الفوضوية ؟ وهل ساءلتها الفيوضات يوماً عن الوجد ؟ وكيف في عمق عمق النهار تُبدّد أوصال غلّها ؟ أسئلة كثيرة تطرحها المجموعة الشعرية على صاحبتها ، ويبقى الجواب بين طيات فضاءاتها الإبداعية ..

3/12/ 2002م

???? ???
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى