تكات الخريف..والقاصة صابرين الصباغ..!
صفحة 1 من اصل 1
تكات الخريف..والقاصة صابرين الصباغ..!
تكات الخريف/
والأديبة صابرين الصباغ..!
بقلم:محمد الزينو السلوم
------------------------
تكّاتت الخريف(1)،للأديبة صابرين(2) وقد أسمتها (نصوص قصيرة) ما بين القصة والشعر ( أدب جماهيري )..تتضمن العديد من النصوص الإبداعية،المتنوعة والملونة بشذا العطر،ونجوى الروح،وخضرة القلب..كيف لا وهي الشاعرة والقاصة والروائية معاً..تتضمن بعض النصوص القصيرة والطويلة،لها صوتها ولونها على الساحة الأدبية في الإسكندرية،وفي هذا العمل تحس وأنت تقرأ لها أنها مسكونة باللغة الأقرب إلى الشعرية، ولجمال الأسلوب في السرد،والقدرة على رسم أحاسيسها ومشاعرها بريشة فنان،مبدع،لوّن نفسه كتلوّن الأزهار،فضاءاته واسعة،يحمل دفء الكلمة تحت جناحيه،ويحلّق بنا في عالمه الخاص،يزرعنا بين النجوم،في واحة أحلامه المسافرة دائماً للبعيد..
أعود لتكّات الخريف والتي تضمنت قراءة موفّقة للأديب ( إبراهيم خطاب ) مع أنني لست مع القراءات النقدية في أي أعمال إبداعية تتضمن العمل نفسه لأسباب عديدة.. أهمها أن القارئ إذا ما قرأ مثل هذه الدراسة يصبح متأثراً بها في كثير من الأحايين..ولا تترك له متّسعاً من قراءتها كما تصل إليه،والقراءات كما نعلم متنوعة وقد تختلف أو تأتلف فيما بينها..
في نص ( الحلم المذبوح ):بدون مقدمات تبدأ قصتها (اتسعت هوة الخلاف لتبتلع كل محاولات لإصلاح ما بينهما..) ومنذ البداية تتحدث بلغتها الشعرية وبأسلوب جمالي أقرب إلى الشعر( اشتاقت إلى لمسة حنان منه،على وجنة مشاعرها،ترك ساحة وجدانها بلا حراسة..الخ) وتتابع في رسم أحاسيسها ومشاعرها المرهفة والرقيقة والشفافة إلى درجة تأخذك بسحرها إلى عوالم لم تدخلها من قبل.. إنه الإبداع يتجلّى في لوحات الأديبة (صابرين ). إلى أن تستيقظ من حلمها فزعة ن كابوس افترس غفوتها..
في نص (الأبواب الباردة ):حوارية بي رجل وزوجته تدخلها دون مقدمات – كعادتها – بدءاً من كلمتين ( بكل حدّة ..) ماذا تفعل لنا..؟/ ماذا تفعلين أنت ِ..؟ / وبعدة أسطر لا تتجاوز العشرة ، تختصر لنا القصة،من خلال حوار خفيف الظل،كخفة روحها..وبعد أن سألها بدوره..( .. يسقط حبها،وجمالها وأنوثتها من رفعتها..كما تسقط الثمرة من أغصانها بجاذبية إهانته..الخ ) وتنهي النص بقولها: ( ماذا قال؟! هل ما يربطني به الأولاد.؟ماذا أعني..أنا للأولاد..؟؟ )
وكما رأينا ..تختصر لنا المسافة والوقت معاً،بأسطر..من خلال حوار جاد لتقول ما تريد وتوصله إلينا بأقصر وقت..! إنها تهتم بالكيف لا بالكم..!
وهكذا تتالى النصوص وتتهادى بنا كما يتهادى الماء السلسبيل في خضرة الروح..
ننتقل مع نصوص (صابرين ) إلى الأوسع مساحة ،كما في نص الحياة ورقة :حيث تبدأ : ( وحيدة،تذبحني الوحدة بسكينها الحادة،تمزق أوصالي،كانت تفترسني بشراهة عجيبة،أتمزق،تسيل دمائي،تلعقها..دقّ جرس الهاتق..الخ ).إنها اللغة الشعرية التي تقتحم بها وتفتح في قلوبنا نوافذها للضوء مباشرة..وأجمل به من ضوء..؟!
وتتابع السرد في النص بتكثيف ملحوظ، توصلنا إلى ما تريد بخط مستقيم ( أقصر الطرق ) ولكن بأسلوبها الجمالي - كما نعهد فيها -..من خلال الشكل والمضمون معاً..
وفي نهاية النص تعود بنا إلى حيث بدأت فتقول: ( تركني وحيدة،أحمل عقمي الذي صار رفيقي في دنياي،بعدما رحلت أمومتي،بغير عودة..) إلى أن تختم نصها بقولها: ( .. بئر جف ماؤها قبل أن يرويني،أعود إلى مشاعري،الممزقة،وقد لففتها في ورقة.)
وأختتم بنص أطول ( طعنة قُبلة.): ( لم أنجب،ظلت روضتي بلا زهرة طفل،يزرع بابتسامته ربيع عمري..قطعت مسافات كثيرة لأصل على مدن الإنجاب..يعطيني الطبيب حلماً أعيشه,أفيق على وهم كاذب..) وتستمر (صابرين ) في رحلتها بعد هذا الدخول الجميل إلى النص (لتفتح شهيّتنا على الاستمرار في أسلوب شائق وممتع )
تسمع بمشروع لأمهات بديلة لأطفال فقدوا ذويهم براتب مناسب (في وزارة الصحة)
تهرع وتأخذ طفلاً..بعد ولادته مباشرة وتنهي نصها بالقول: ( احتضنته بشدة،أشعر أنني غطيته بجلدي،صارصدري موطنه،شممت رائحته،طبعت ملامحه على صفحات عيني..هممتُ للخروج ،الهروب به لتفترسه أمومتي،الجائعة،أنهال عليه بفيض من القبل،فإذا بالأخصائية تطعنني في طهري بخنجر كلمات ادّخرتها لقتلي:
- عفواً،سيدتي
- مرحبا
-سنأخذ منك الطفل وعمره عامان..! )
بهذه الغة المليئة بالحنان والشفافية والدهشة والصدق معاً ترسم الأديبة،المبدعة،المتألقة ( صابرين ) إبداعاتها بريشتها الساحرة،وبفنية قلّ نطيرها..لوحاتها الإبداعية،بلغة فيها من الشذا الوجداني والروحي ما لا يوصف (لتفترسه أمومتي الجائعة/ فيض القبل / تطعنني في ظهري./ بخنجر كلمات ادّخَرتْها لقتلي..)
هذه ( صابرين الصباغ ) في ألوانها الإبداعية سواءً في الشعر أو القصة أو الرواية..شفافية،تألق،إحساس مرهف،مشاعر حارة،خيال وتخييل في صور برّاقة،ساحرة..وأجمل بإبداعاتها من سحر..؟! صحيح أن الأجناس الأدبية قد تداخلت مع بعضها في عصرنا الحديث ولكن نجدها ذات طعم ولون ورائحة عند الأديبة (صابرين ) لأنها أهل لكل ذلك..!
--------------
(1) تكات الخريف: نصوص قصيرة أو قصة – لا تاريخ للإصدار - تتضمن /34/ نصاً ما بين الطويل والقصير– جاءت في /96/صفحة من القطع الوسط وقراءة نقدية للأديب إبراهيم خطاب ..
(2) والأديبة صابرين الصباغ من الإسكندرية،صدر لها: انحسار اللون الأخضر( قصص ) – حبك صعب (شعر ) – عصرالأقمار ( شعر ) – البلبل والسمكة الفضية ( قصص للطلائع ) – رائحة البيوت ( رواية ) – صالون في برلين ( رواية ) – رسالتي إليك ( شعر ) -
والأديبة صابرين الصباغ..!
بقلم:محمد الزينو السلوم
------------------------
تكّاتت الخريف(1)،للأديبة صابرين(2) وقد أسمتها (نصوص قصيرة) ما بين القصة والشعر ( أدب جماهيري )..تتضمن العديد من النصوص الإبداعية،المتنوعة والملونة بشذا العطر،ونجوى الروح،وخضرة القلب..كيف لا وهي الشاعرة والقاصة والروائية معاً..تتضمن بعض النصوص القصيرة والطويلة،لها صوتها ولونها على الساحة الأدبية في الإسكندرية،وفي هذا العمل تحس وأنت تقرأ لها أنها مسكونة باللغة الأقرب إلى الشعرية، ولجمال الأسلوب في السرد،والقدرة على رسم أحاسيسها ومشاعرها بريشة فنان،مبدع،لوّن نفسه كتلوّن الأزهار،فضاءاته واسعة،يحمل دفء الكلمة تحت جناحيه،ويحلّق بنا في عالمه الخاص،يزرعنا بين النجوم،في واحة أحلامه المسافرة دائماً للبعيد..
أعود لتكّات الخريف والتي تضمنت قراءة موفّقة للأديب ( إبراهيم خطاب ) مع أنني لست مع القراءات النقدية في أي أعمال إبداعية تتضمن العمل نفسه لأسباب عديدة.. أهمها أن القارئ إذا ما قرأ مثل هذه الدراسة يصبح متأثراً بها في كثير من الأحايين..ولا تترك له متّسعاً من قراءتها كما تصل إليه،والقراءات كما نعلم متنوعة وقد تختلف أو تأتلف فيما بينها..
في نص ( الحلم المذبوح ):بدون مقدمات تبدأ قصتها (اتسعت هوة الخلاف لتبتلع كل محاولات لإصلاح ما بينهما..) ومنذ البداية تتحدث بلغتها الشعرية وبأسلوب جمالي أقرب إلى الشعر( اشتاقت إلى لمسة حنان منه،على وجنة مشاعرها،ترك ساحة وجدانها بلا حراسة..الخ) وتتابع في رسم أحاسيسها ومشاعرها المرهفة والرقيقة والشفافة إلى درجة تأخذك بسحرها إلى عوالم لم تدخلها من قبل.. إنه الإبداع يتجلّى في لوحات الأديبة (صابرين ). إلى أن تستيقظ من حلمها فزعة ن كابوس افترس غفوتها..
في نص (الأبواب الباردة ):حوارية بي رجل وزوجته تدخلها دون مقدمات – كعادتها – بدءاً من كلمتين ( بكل حدّة ..) ماذا تفعل لنا..؟/ ماذا تفعلين أنت ِ..؟ / وبعدة أسطر لا تتجاوز العشرة ، تختصر لنا القصة،من خلال حوار خفيف الظل،كخفة روحها..وبعد أن سألها بدوره..( .. يسقط حبها،وجمالها وأنوثتها من رفعتها..كما تسقط الثمرة من أغصانها بجاذبية إهانته..الخ ) وتنهي النص بقولها: ( ماذا قال؟! هل ما يربطني به الأولاد.؟ماذا أعني..أنا للأولاد..؟؟ )
وكما رأينا ..تختصر لنا المسافة والوقت معاً،بأسطر..من خلال حوار جاد لتقول ما تريد وتوصله إلينا بأقصر وقت..! إنها تهتم بالكيف لا بالكم..!
وهكذا تتالى النصوص وتتهادى بنا كما يتهادى الماء السلسبيل في خضرة الروح..
ننتقل مع نصوص (صابرين ) إلى الأوسع مساحة ،كما في نص الحياة ورقة :حيث تبدأ : ( وحيدة،تذبحني الوحدة بسكينها الحادة،تمزق أوصالي،كانت تفترسني بشراهة عجيبة،أتمزق،تسيل دمائي،تلعقها..دقّ جرس الهاتق..الخ ).إنها اللغة الشعرية التي تقتحم بها وتفتح في قلوبنا نوافذها للضوء مباشرة..وأجمل به من ضوء..؟!
وتتابع السرد في النص بتكثيف ملحوظ، توصلنا إلى ما تريد بخط مستقيم ( أقصر الطرق ) ولكن بأسلوبها الجمالي - كما نعهد فيها -..من خلال الشكل والمضمون معاً..
وفي نهاية النص تعود بنا إلى حيث بدأت فتقول: ( تركني وحيدة،أحمل عقمي الذي صار رفيقي في دنياي،بعدما رحلت أمومتي،بغير عودة..) إلى أن تختم نصها بقولها: ( .. بئر جف ماؤها قبل أن يرويني،أعود إلى مشاعري،الممزقة،وقد لففتها في ورقة.)
وأختتم بنص أطول ( طعنة قُبلة.): ( لم أنجب،ظلت روضتي بلا زهرة طفل،يزرع بابتسامته ربيع عمري..قطعت مسافات كثيرة لأصل على مدن الإنجاب..يعطيني الطبيب حلماً أعيشه,أفيق على وهم كاذب..) وتستمر (صابرين ) في رحلتها بعد هذا الدخول الجميل إلى النص (لتفتح شهيّتنا على الاستمرار في أسلوب شائق وممتع )
تسمع بمشروع لأمهات بديلة لأطفال فقدوا ذويهم براتب مناسب (في وزارة الصحة)
تهرع وتأخذ طفلاً..بعد ولادته مباشرة وتنهي نصها بالقول: ( احتضنته بشدة،أشعر أنني غطيته بجلدي،صارصدري موطنه،شممت رائحته،طبعت ملامحه على صفحات عيني..هممتُ للخروج ،الهروب به لتفترسه أمومتي،الجائعة،أنهال عليه بفيض من القبل،فإذا بالأخصائية تطعنني في طهري بخنجر كلمات ادّخرتها لقتلي:
- عفواً،سيدتي
- مرحبا
-سنأخذ منك الطفل وعمره عامان..! )
بهذه الغة المليئة بالحنان والشفافية والدهشة والصدق معاً ترسم الأديبة،المبدعة،المتألقة ( صابرين ) إبداعاتها بريشتها الساحرة،وبفنية قلّ نطيرها..لوحاتها الإبداعية،بلغة فيها من الشذا الوجداني والروحي ما لا يوصف (لتفترسه أمومتي الجائعة/ فيض القبل / تطعنني في ظهري./ بخنجر كلمات ادّخَرتْها لقتلي..)
هذه ( صابرين الصباغ ) في ألوانها الإبداعية سواءً في الشعر أو القصة أو الرواية..شفافية،تألق،إحساس مرهف،مشاعر حارة،خيال وتخييل في صور برّاقة،ساحرة..وأجمل بإبداعاتها من سحر..؟! صحيح أن الأجناس الأدبية قد تداخلت مع بعضها في عصرنا الحديث ولكن نجدها ذات طعم ولون ورائحة عند الأديبة (صابرين ) لأنها أهل لكل ذلك..!
--------------
(1) تكات الخريف: نصوص قصيرة أو قصة – لا تاريخ للإصدار - تتضمن /34/ نصاً ما بين الطويل والقصير– جاءت في /96/صفحة من القطع الوسط وقراءة نقدية للأديب إبراهيم خطاب ..
(2) والأديبة صابرين الصباغ من الإسكندرية،صدر لها: انحسار اللون الأخضر( قصص ) – حبك صعب (شعر ) – عصرالأقمار ( شعر ) – البلبل والسمكة الفضية ( قصص للطلائع ) – رائحة البيوت ( رواية ) – صالون في برلين ( رواية ) – رسالتي إليك ( شعر ) -
???? ???- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى